هيئة الأنواء الجوية توضح أسباب النشاط الزلزالي المتكرر في العراق والمناطق المجاورة
تشهد عدة مناطق من العراق نشاطًا زلزاليًا متفاوت الشدة خلال السنوات الأخيرة، ما يثير تساؤلات لدى المواطنين حول أسباب تكرار هذه الهزات ومدى خطورتها. وفي هذا الإطار، أصدرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي بيانًا رسميًا أوضحت فيه الخلفية العلمية للنشاط الزلزالي في البلاد، مؤكدة أن العراق يقع ضمن نطاق جيولوجي نشط، وأن معظم الهزات المسجلة تقع ضمن الحدود الطبيعية المتوقعة.
%20(1)-١.jpg)
🔷 الموقع التكتوني للعراق ضمن الصفائح القارية
أوضحت الهيئة أن العراق يقع في الجزء الشمالي الشرقي من الصفيحة العربية التي تتحرك بسرعة تتراوح بين 2 إلى 3 سنتيمترات سنويًا باتجاه الشمال الشرقي، ما يؤدي إلى اصطدامها بالصفيحة الأوراسية (الإيرانية – الأناضولية). هذا الاصطدام المستمر يولد إجهادات تكتونية عميقة في القشرة الأرضية، وهي السبب الرئيس في تسجيل الزلازل التي يشعر بها سكان المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.
🔶 الحزام الزلزالي النشط في جبال زاغروس
يمر الحزام الزلزالي العربي – الأوراسي بمنطقة جبال زاغروس التي تمتد من إيران مرورًا بشمال شرق العراق وصولًا إلى تركيا. وتُعد هذه المنطقة واحدة من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في الشرق الأوسط بسبب الحركة المستمرة للفوالق العميقة داخل القشرة الأرضية.
وبحسب قسم الرصد الزلزالي فإن هذا الحزام مسؤول عن أغلب الهزات المتوسطة إلى القوية التي تُسجَّل في محافظات السليمانية، أربيل، ديالى، كركوك، ومناطق أخرى مجاورة.
🔹 أبرز الفوالق النشطة داخل العراق
تشير الهيئة إلى وجود مجموعة من الفوالق النشطة الجيولوجية التي تُسجل حركة مستمرة، وهي:
- فالق زاغروس الرئيسي (Main Zagros Fault) – الأكبر والأكثر نشاطًا.
- فالق السليمانية – بنجوين – مصدر العديد من الهزات الأخيرة.
- فالق خانقين – مندلي – بدرة – يمتد حتى الحدود الإيرانية.
- فالق بحيرة حمرين – يؤثر على مناطق ديالى وكركوك.
وتعتبر هذه الفوالق مسؤولة عن الهزات التي يشعر بها السكان بشكل متكرر في محافظات الشمال والشرق.
🌍 التأثيرات الزلزالية القادمة من إيران وتركيا
أوضحت الهيئة أن كلاً من إيران وتركيا يقعان ضمن مناطق نشطة زلزاليًا بشكل كبير، حيث تُسجل فيهما زلازل قد تتجاوز 6 درجات على مقياس ريختر. وبسبب قربهما الجغرافي من العراق، تنتقل الموجات الزلزالية الناتجة عن تلك الزلازل إلى داخل الأراضي العراقية، خصوصًا في محافظات:
- السليمانية
- ديالى
- الأنبار
- دهوك وأربيل
🔸 النشاط الزلزالي في وسط وجنوب العراق
على الرغم من أن وسط وجنوب العراق أقل عرضة للزلازل القوية، إلا أن وجود فوالق قديمة مثل:
- فالق الفرات
- فالق أبو الجير
قد يؤدي أحيانًا إلى تسجيل هزات خفيفة، إضافة إلى حركات تكتونية ضعيفة ناتجة عن تراكم الترسيبات في حوض دجلة والفرات.
📌 الهيئة تطمئن المواطنين
أكدت الهيئة العامة للأنواء الجوية أن جميع الهزات التي سُجلت خلال الأيام الماضية تقع ضمن الحدود الطبيعية، ولا تشير إلى نشاط زلزالي خطير أو غير اعتيادي. كما شددت على أهمية الاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة من قسم الرصد الزلزالي وعدم تداول الأخبار المضللة.
وتقوم مراكز الرصد في العراق برصد وتحليل أي هزة لحظة وقوعها، وتحديد:
- موقع الهزة
- عمقها
- شدتها
- التأثيرات المحتملة
❓ أسئلة شائعة حول النشاط الزلزالي في العراق
هل العراق مهدد بوقوع زلازل مدمرة؟
العراق لا يقع في مركز الحزام الزلزالي العالمي، لذلك احتمالية وقوع زلازل مدمرة منخفضة، لكن المناطق الشمالية والشرقية قد تشهد هزات متوسطة القوة من حين لآخر.
هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها؟
حتى اليوم لا توجد تقنية علمية دقيقة للتنبؤ بالزلازل مسبقًا، لكن أنظمة الرصد المبكر تحلل النشاط التكتوني وتوفر بيانات مهمة بعد وقوع الهزات.
ما هي المناطق الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي؟
محافظات السليمانية، أربيل، كركوك، وديالى تقع ضمن نطاق الفوالق النشطة، لذلك تُسجَّل فيها هزات أكثر مقارنة بباقي المحافظات.
🔚 الخاتمة
تؤكد هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي أن النشاط الزلزالي في العراق طبيعي وينسجم مع موقعه الجيولوجي، وأن جميع الهزات يتم التعامل معها علميًا ولحظة بلحظة. وللاطلاع على التقارير الرسمية وآخر تحديثات الرصد، يُنصح بمتابعة موقع الهيئة والقنوات الرسمية لوزارة النقل.