هل الدولار هو العامل الاساس في قياس قوة اقتصاد الدولة العراقية
![]() |
ابيش الدولار - العامل الاساس لقياس قوة الاقتصاد العراقي |
على امتداد القرون السابقة عمد البشر على محاولة اعتماد مجموعة من العوامل التي من شأنها ان تحدد مقدار قوة الاقتصاد من عدمه، والعمل على ايجاد اهداف تعمل على تحسين الاقتصاد وجودته.
مع بروز علم الاقتصاد الحديث تمت الاعتماد على مجموعة عوامل ومؤشرات اساسية، يتم من خلالها استقراء قوة الاقتصاد ومقدار تأثيره الاجتماعي على البيئة السكانية المنضزية تحت هذا الاقتصاد .
عوامل ومؤشرات اساسية لقياسة قوة الاقتصاد
ان الاعتماد على هذه المؤشرات وموثوقية هذه المؤشرات تعتمد على عاملين مهمين اساسين هما:-
- دقة البيانات وطريقة جمعها
- طريقة تحليل البيانات
منذ ثمانينات القرن الماضي حاولت الدولة العراقية بطريقة او باخرى اخفاء هذه المؤشرات، من اجل عدم اظهار مواطن الضعف والتراجع في الاقتصاد العراقي .
فكانت مؤشرات اساسية مثل
- نسب التضخم
- نسب البطالة
- الدين العام
- الاحتياطيات النقدية الاجنبية
- الناتج المحلي
اما يتم قياسها بشكل محدود للمسؤلين في الدولة وعدم اعلانها للعامة او لم يتم قياسها بشكل تام.
مع بداية التسعيانات وبداية الحصار الاقتصادي على العراق وانهيار كافة المؤشرات الاقتصادية، تم اهمال هذه المؤشرات بالكامل، واصبحت الجهات المسؤولة عن اصدار هذه التقارير كجهاز المركزي للاحصاء , وزارة المالية, وزارة العمل, البنك المركزي تصدر اما ارقام وهمية او لا تعمل على اصدار هذه المؤشرات.
ومع سقوط النظام في 2003 استمرت عملية اهمال هذه المؤشرات بالكامل وسيطر عامل اساسي واحد على قياس قوة الاقتصاد العراقي الا وهو سعر صرف الدولار وظل السؤال (ابيش الدولار) هو المقياس الاساس لمعرفة قوة الاقتصاد العراقي من عدمه بحسب سعر صرف الدينار امام الدولار
مع تغير الحكومات وعدم تبني سياسات واضحة من مختلف الحكومات لاظهار بيانات اقتصادية تنسجم مع الواقع حاولت جهات دولية قياس هذه العوامل من اجل معرفة وتحديد نوع الاقتصاد العراقي.
لكن لا يمكن اعتماد نتائجها بشكل دقيق لعدم القدرة على تبني موثوقية كاملة بهذه الجهات الدولية، وظلت اجهزة مهمة بل قد تكون من اهم الاجهزة في الدولة العراقية مثل الجهاز المركزي للاحصاء, جهاز السيطرة والتقييس النوعي, مراكز البحوث والاحصاء في مختلف الوزارات مجرد مؤسسات لخلق درجات وظيفية.
يمكن من خلالها زيادة البطالة المقنعة منها فتجد من يعمل في بعض هذه الاجهزة والدوائر خريج كليات انسانية او كليات لا تمت بصلة بالحاجة الفعلية مع عدم اهتمام الدولة والحكومات المتعاقبة على هذه المؤشرات فهي لا تعني لهم الكثير.
ثلاثة اسعار لصرف الدولار امام الدينار العراقي
اليوم مع التضارب في اسعار سعرف الصرف حتى اصبح لدينا تقريبا ثلاثة اسعار لصرف الدولار امام الدينار العراقي
- سعرف الصرف الرسمي والبالغ 1320
- سعر الصرف الغير رسمي لاغراض الحوالات والبالغ بحدود 1450
- سعر الصرف غير الرسمي في السوق المحلية والبالغ 1530
مع هذه الاسعار وعدم فهم السياسة النقدية، لتدخل عوامل كثيرة منها محلية واخرى دولية، يجب اعادة التركيز بالبيانات والمؤشرات الاقتصادية من خلال تبني معايير واضحة لقياس هذه المؤشرات تعتمد على وثوقية البيانات الصادرة وطريقة تحليلها واليات جمعها وتثقيف المجتمع بها من اجل معرفة قياس قوة او ضعف الاقتصاد العراقي.
ويجب العمل على اعادة هيكلة الاجهزة المسؤولة عن قياس هذه المؤشرات، والعمل على زج كفاءات متخصصة في هذه المراكز والجهات المهمة، تستطيع ان تكسب ثقة المجتمع بالبيانات والمؤشرات الصادرة من خلالها، لا ان تكون هذه المؤشرات مجرد اوراق تطبق تفقد الى ابسط معايير الموثوقية والدقة.
ان المواطن بسيط اهتمامه ينصب بانخفاض او ارتفاع اسعار السلع من لحوم والخبز والمأكولات اكثر من اهتمامه بسعر الدولار امام الدينار،
اهتمامه ينصب بمقدار قدرته على ايجاد فرصة عمل براتب، يستطيع من خلال توفير مستوى معيشي مناسب اكثر من اهتمامه بسعر الصرف.
ان العودة الى اظهار مؤشرت اقتصادية موثوقة، تعتمد على طريقة جمع البيانات بشكل صحيح ومعتمد على اسس عالمية وتحليلها بشكل واقعي وتثقيف المجتمع باهمية هذه العوامل عامل اساس لنجاح وتقدم الدول.
مالم نستطع من اظهار العوامل والبيانات التالية بشكل دقيق
- نسبة التضخم السنوية
- نسبة البطالة
- نسبة النمو في الناتج المحلي والتنوع في مساهمة كل قطاع
- نسبة النمو في الناتج المحلي للفرد
- ميزان المدفوعات
- الدين العام
- نسبة الزيادة او التراجع في الاستثمار الاجنبي المباشر
- الاحتياطيات النقدية الاجنبية
فلن يستطيع سؤال (ابيش الدولار) من الاجابة عن سؤال ماهي قوة الاقتصاد العراقي والى اين يذهب.
قد تكون بعض العوامل الاقتصادية متخصصة اكثر ولكن من الضروري على كل مواطن مهما كان مستوى معرفته ان يكون على اطلاق بنسب التضخم الشهرية والسنوية ومعدلات ونسب البطالة لتتكون لديه فكرة بسيطة عن الاقتصاد العراقي بدلا من الاعتماد على سؤال واحد وهو (ابيش الدولار اليوم؟)
الخاتمة: بعد قراءة المقال هل تتفق مقولة ابيش الدولار تقاس اقتصاد العراق على اساسة ام من خلال عوامل اخرى اعطي رائيك.