التيار النفاث.. المحرك الخفي الذي يحدد تطور الحالات الجوية واستقرار الأجواء
تُظهر صور الأقمار الاصطناعية ومخرجات النماذج الجوية صباح الخميس 9 تشرين الأول 2025 منظومة جوية نشطة شمال المنطقة، تترافق مع تيار نفاث قوي يمتد من شرق البحر المتوسط حتى القوقاز. هذا التيار يُعد من أهم العوامل التي تتحكم بتطور أو استقرار الحالات الجوية في منطقتنا.
ما هو التيار النفاث؟
التيار النفاث (Jet Stream) هو حزام من الرياح القوية جداً يتحرك في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ويدور حول الكرة الأرضية بسرعات قد تتجاوز 200 كم/ساعة. يلعب هذا التيار دوراً محورياً في تحديد مسار المنخفضات الجوية وحركة الكتل الهوائية الباردة والدافئة، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر على توزيع الأمطار والسحب.
تأثير التيار النفاث في تطور الحالة الجوية
- 🔹 عندما تكون أعلى سرعة للتيار على الجانب الأيسر لمنطقة الخروج (Left Exit Region)، يزداد الرفع العمودي، مما يؤدي إلى تكاثر السحب الركامية وحدوث أمطار وعواصف رعدية.
- 🔹 أما إذا كانت السرعة القصوى على الجانب الأيمن لمنطقة الدخول (Right Entrance Region)، فإن الهواء العلوي يهبط، ما يؤدي إلى استقرار الأجواء وضعف الحالة الجوية.
تحليل صور الأقمار الاصطناعية اليوم
تُظهر الصورة الأولى من الأقمار الاصطناعية انتشار الغطاء السحابي فوق تركيا وسوريا وجورجيا نتيجة تأثرها المباشر بمحور التيار النفاث النشط، بينما تبدو أجواء العراق والأردن والسعودية مستقرة إلى حد كبير.
الصورة الثانية من خرائط الرياح العليا توضح شريطاً أحمر اللون يمثل ذروة سرعة التيار النفاث الممتد من سوريا حتى جورجيا، أي ما يُعرف بـ Jet Core.
الوضع الجوي في العراق
يقع العراق حالياً إلى يمين محور التيار النفاث، وهي منطقة تعرف ديناميكياً بأنها منطقة هبوط هواء علوي يسبب استقرار الأجواء ويمنع تطور السحب الركامية. أما محور التيار النشط، فهو متمركز فوق بلاد الشام وتركيا، مما يفسر النشاط السحابي والمطري هناك.
أسباب استقرار الأجواء في العراق
- موقع العراق بعيد عن منطقة الخروج النشطة للتيار النفاث.
- سيطرة الهواء العلوي الهابط الذي يحدّ من نمو السحب.
- تمركز المنخفض السطحي شمالاً بعيداً عن أجواء البلاد.
الخلاصة الجوية
التيار النفاث في وضعه الحالي يدعم الاضطرابات الجوية فوق بلاد الشام وتركيا، بينما يُبقي الطقس في العراق مستقراً وصافياً إلى حد كبير. وفي حال تحرك محور التيار جنوباً خلال الأيام المقبلة، فقد تتغير المعادلة وتزداد فرص هطول الأمطار شمال البلاد.
تنويه
تُعد متابعة حركة التيار النفاث أمراً أساسياً في التنبؤ بالطقس وتحديد موقع الحالات الممطرة بدقة، فهو "المحرك الخفي" الذي يقرر أين تتطور العواصف، وأين يسود الهدوء والاستقرار.