تعزيز الدعم الغذائي في العراق لقاء مع وفد برنامج الغذاء العالمي
في خطوة تهدف إلى تحسين مستوى الدعم الغذائي في العراق وتعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجًا، التقى رئيس هيئة الحماية الاجتماعية، الدكتور أحمد الموسوي، اليوم 10 شباط 2025 وفد برنامج الغذاء العالمي (WFP). يأتي هذا اللقاء في إطار جهود الحكومة العراقية لتطوير البرامج الغذائية، سواءً عبر التغذية المدرسية أو من خلال تقديم السلة الغذائية الإضافية للمستفيدين. سنتناول في هذا المقال أهداف الاجتماع، والتحديات التي يواجهها الدعم الغذائي في العراق، والآفاق المستقبلية للتعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية.
1. أهداف اللقاء ودوافعه
تعزيز الدعم الغذائي
يهدف الاجتماع إلى بحث سبل تعزيز الدعم الغذائي في العراق، خاصةً فيما يتعلق ببرنامج التغذية المدرسية والـ سلة الغذائية الإضافية المقدمة لمستفيدي الهيئة. ففي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، تُعتبر هذه البرامج أساسية لتحسين مستوى التغذية بين الأطفال والبالغين على حد سواء.
- التغذية المدرسية:
يُركز البرنامج على المدارس الواقعة في المناطق الأكثر فقراً، بالإضافة إلى مدارس "الفرح النموذجية" التي أطلقها فريق التواصل الحكومي في مكتب رئيس مجلس الوزراء. يبلغ عدد هذه المدارس حوالي 30 مدرسة موزعة في معظم المحافظات العراقية، باستثناء إقليم كردستان. - السلة الغذائية الإضافية:
يستفيد منها نحو 7 ملايين و600 ألف فرد، وتهدف إلى تحسين مستوى الأمن الغذائي للأسر الأكثر حاجة، كما يناقش اللقاء سُبل تقليل مخاطر التسول والتشرد التي قد تنجم عن العوز وقلة المعونة.
2. مناقشات الاجتماع وآليات التعاون
تبادل الخبرات وآليات التنفيذ
تم خلال الاجتماع مناقشة آليات تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لضمان استدامة الدعم الغذائي وتحقيق الأثر المرجو. تركز النقاشات على:
- تحديث برامج التغذية:
من خلال مراجعة برنامج التغذية المدرسية وتوسيع نطاقه ليشمل فئات جديدة، وتحديث المناهج الغذائية بما يتناسب مع الاحتياجات المحلية. - تحسين توزيع السلة الغذائية:
دراسة آليات توزيع السلة الغذائية الإضافية بشكل أكثر فعالية لضمان وصولها لجميع الأسر المستهدفة دون تسرب أو تأخير. - مخاطر التسول والتشرد:
التباحث حول كيفية معالجة المخاطر الاجتماعية التي قد تنجم عن قلة المعونة، وضمان شمول الدعم الغذائي للفئات الأكثر هشاشة.
للمزيد من التفاصيل حول تحديث البرامج الغذائية، يمكنك قراءة مقالنا حول تطوير برامج الدعم الغذائي في العراق .
التعاون الدولي
يأتي اللقاء في إطار تعزيز الشراكة مع برنامج الغذاء العالمي (WFP)، الذي يعد من أبرز الجهات الدولية الداعمة للأمن الغذائي. يعمل WFP جنبًا إلى جنب مع الجهات الحكومية لتوفير الدعم التقني والمالي اللازم، مما يُساعد في وضع خطط طويلة الأمد لتحسين جودة الخدمات الغذائية.
للاطلاع على المزيد من تقارير برنامج الغذاء العالمي، يمكنك زيارة موقع WFP الرسمي .
3. التحديات والفرص في مجال الدعم الغذائي
التحديات القائمة
يواجه الدعم الغذائي في العراق عدة تحديات أبرزها:
- الظروف الاقتصادية الصعبة:
تؤثر الضغوط الاقتصادية على قدرة الأسر على توفير الاحتياجات الأساسية، مما يزيد من الاعتماد على الدعم الغذائي الحكومي. - نقص التمويل:
رغم الزيادة الأخيرة في الميزانيات المخصصة للصحة والغذاء، إلا أن توزيع الموارد قد لا يكون كافيًا لتغطية الاحتياجات المتزايدة. - الفوارق الجغرافية:
توجد اختلافات ملحوظة في تقديم الخدمات الغذائية بين المناطق الحضرية والمناطق النائية، مما يستدعي تحسين توزيع الموارد وضمان وصول الدعم لكل الفئات.
الفرص وآفاق التحسين
على الجانب الإيجابي، يُمكن للجهود المبذولة في تعزيز الدعم الغذائي في العراق أن تُحدث نقلة نوعية في مستوى الأمن الغذائي:
- التوسع في البرامج الغذائية:
توسيع برامج التغذية المدرسية لتشمل فئات جديدة يمكن أن يساهم في تحسين الحالة الغذائية للأطفال في جميع المحافظات. - تحسين توزيع السلة الغذائية:
العمل على تطوير آليات توزيع فعّالة لضمان وصول السلة الغذائية الإضافية إلى جميع الأسر المستهدفة. - الشراكات الدولية:
تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية مثل برنامج الغذاء العالمي (WFP) يوفر دعمًا فنيًا وماليًا يساهم في تحقيق الاستدامة وتحسين الأداء الغذائي.
الخاتمة
يمثل لقاء رئيس هيئة الحماية الاجتماعية مع وفد برنامج الغذاء العالمي (WFP) خطوة استراتيجية نحو تعزيز الدعم الغذائي في العراق. من خلال تحديث برامج التغذية المدرسية وتحسين توزيع السلة الغذائية الإضافية، يمكن للحكومة تحقيق أثر إيجابي ملموس على الأمن الغذائي للفئات الأكثر حاجة. إن تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية يعد من الركائز الأساسية لتحسين مستوى النظام الغذائي وضمان استدامته، مما يُسهم في تحقيق تنمية الاقتصاد الوطني ورفاهية المواطن.